وتعدّ هذه المساهمة الأكبر حتى الآن لصالح هذه المناطق التي تسيطر عليها حالياً قوات «سوريا الديمقراطية» والتي يشكل المقاتلون الأكراد الجزء الأكبر منها، وتدعمها الولايات المتحدة والتحالف الدولي.
وقال بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن المساهمة «هي امتداد لعهد قطعته السعودية خلال المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي الذي عُقد في بروكسل في 12 تموز/يوليو 2018».
وأضاف البيان أن «هذه المساهمة الكبيرة تهدف إلى دعم جهود التحالفلإعادة تنشيط المجتمعات المحلية مثل مدينة الرقةالتي دمرها إرهابيو داعش»، وذلك «في مجالات الصحة والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والنقل (الطرق والجسور الرئيسية) وإزالة الأنقاض».
وقالت وكالة رويترز إن هذه المساهمة السعودية، تأتي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تقليص المساعدات الخارجية.
ورحبت الولايات المتحدة بالمساهمة السعودية، وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان: «هذه المساهمة المهمة ضرورية لإعادة الاستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة»، مضيفةً أن الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» تقلصت إلى ألف كيلومتر مربع في سوريا وأن نحو 150 ألف شخص عادوا إلى مدينة الرقة بعد أن فر منها التنظيم المتشدد.
ولطالما شكل دعم الولايات المتحدة للأكراد في سوريا نقطة خلاف بينها وبين أنقرة، التي ترى في انتشار القوات الكردية على حدودها الجنوبية «خطراً»، وفق قولها.
نفي سعودي
وأمس الخميس، نُسب إلى سفير السعودية في روسيا، رائد قرملي، أنه طالب عدداً من الدول بـ»احترام حق الأكراد بالاستقلال»، لكن سفارة المملكة نفت صدور هذه التصريحات.
وقالت السفارة في سلسلة من التغريدات على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: «سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية د. رائد بن خالد قرملي لم يدل بأية تصريحات، لصحيفة (شفق نيوز) أو غيرها حول الأكراد».
وأضافت أن «مواقف المملكة واضحة وجليّة، ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى. تحتفظ سفارة المملكة لدى روسيا الاتحادية بحقها في اتخاذ أي إجراءات قانونية.»
وكانت صحيفة «شفق نيوز» الكردية، نقلت في تقرير نشر في الـ15 من الشهر الجاري على لسان السفير: قوله: «إن للكورد الحق في أن يطالبوا بالحصول على الاستقلالية التي تضمن حقوقهم، فقد كانوا في الصفوف الأولى في الحرب على داعش، وحاولوا تطبيق مبادئ الديمقراطية العادلة في إدارة المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، كما أنهم أووا الكثير من اللاجئين العرب ممن شردتهم الحروب على أراضيهم.»
ومني تنظيم «داعش» بسلسلة هزائم ميدانية خلال العامين الأخيرين في كل من سوريا والعراق المجاور، حيث خسر أبرز معاقله. وبعدما كان أعلن في العام 2014 إقامة «الخلافة الاسلامية» على مناطق شاسعة في البلدين، تقلصت مساحة سيطرته راهناً الى جيوب محدودة ومناطق صحراوية.
وأكد مراقبون في منظمة الأمم المتحدة في تقرير صدر يوم الإثنين الفائت أنه لا يزال هناك بين 20 و30 ألف مقاتل من تنظيم «داعش» بينهم أجانب في العراق وسوريا.
مواضيع: